ajib2013@
بعض الموظفين الحكوميين يعاملك بتعالٍ شديد ويكلمك من طرف خشمه، لدرجة أنك تشعر وأنت تقف أمام مكتبه، أنه صاحب الحلال هذا كله، وأنك مجرد إنسان معدم جئت لتطلبه العطف والصدقة، إن كتمت غيظك ازداد غروراً، وإن رددت عليه وعرفته بخطئه جنب معاملتك وقال راجعني بكرة، والمصيبة الكبرى لو فكرت تشتكيه على رئيسه، عندها قول على معاملتك السلام، لأنك ستعرف متأخراً بأنه لو لم يكن «مالي يده» ما تجرأ وخاطبك بهذه الطريقة، ولهذا ينصحك الكثير من الناس حينها أن تهدئ أعصابك وتتعوذ من الشيطان وتأخذه على قد عقله!
المواقف المسيئة التي يتعرض لها المراجعون لا حصر لها، أحدهم قال لي إنه كان قبل أسابيع في إحدى الدوائر الحكومية، وكان هناك موظف متعافي الجسم ومتجهم الوجه يقف أمام مكتب المسؤول، كان ينهر الناس بطريقة مهينة للغاية «أنت، أيه.. خليك برى.. اطلع بسرعة»، وقد نبهه وتشادد معه الكثيرون، حتى اعترض على أسلوبه الفج هذا مراجع أسمر وكبير في السن قال له «ما هو من حقك تطردني من المكتب.. أنا ماني جاي بيت أبــوك تعاملني كذا» الأمر الذي زاد من حدة ونبرة صوت الموظف وكاد أن يحدث التشابك بالأيدي بينهما لولا لطف الله!!
مشكلة هذه الفئة المتعالية، بغض النظر عن الدرجة أو المنصب الذي يشغله كل منهم، أنهم يتعاملون مع وظائفهم وكأنها آلت إليهم بالوراثة، يأتي الواحد منهم للدوام متى ما «صحي» من النوم، ويبدأ في استقبال المعاملات وإدخال المراجعين متى ما أفطر وتقهوا و«عين خير»، وينهي المعاملات التي يريدها ويؤجل البت في المعاملات التي لا تعجبه أشكال أصحابها، وأنت أيها المراجع البسيط عاجبك الوضع أهلاً، ما هو عاجبك اضرب الباب وخلي عنادك ينفعك!؟
أي واحد يتعرض لمثل هذه المواقف المسيئة، ليس عاجزاً عن تقديم شكوى ضد الموظف الذي أساء استخدام سلطته، ولكنه يخشى إن لم يستطع إثبات التهمة بحقه (وهذا الأمر متوقع) أن ترتد المساءلة والعقوبة عليه، لهذا يفضل ضبط النفس وتحمل «غلاسة» وثقل دم الموظف من أجل العودة لزوجته وأولاده الذين ينتظرونه على الغداء، وهكذا ازدادت غطرسة الموظفين الذين يفترض أنهم جاؤوا لخدمتنا وتكدست المعاملات وتأصلت سياسة الباب المقفول!!
القرار الحازم الذي بث عبر الأخبار الرئيسية بإعفاء وزير الخدمة المدنية والتحقيق معه، سوف يفتح الباب على مصراعيه لاستقبال الشكاوى ضد من يستغلون مناصبهم، المهم هنا أن تكتفي الجهات المعنية وعلى رأسها هيئة الرقابة والتحقيق، باستقبال البلاغات ومن ثم التحري من جهتها بالتعاون مع الإدارات المختصة حول صحة الشكوى، وبناء عليه يتم تطبيق (نظام تأديب الموظفين) الذي يقضي بأنه متى أسفر التحقيق عن وجود شبهات قوية تمس كرامة الوظيفة أو النزاهة أو الشرف أو حسن السمعة جاز لرئيس الهيئة بعد أخذ رأي الوزير المختص اقتراح فصل الموظف.
ajib2013@yahoo.com
بعض الموظفين الحكوميين يعاملك بتعالٍ شديد ويكلمك من طرف خشمه، لدرجة أنك تشعر وأنت تقف أمام مكتبه، أنه صاحب الحلال هذا كله، وأنك مجرد إنسان معدم جئت لتطلبه العطف والصدقة، إن كتمت غيظك ازداد غروراً، وإن رددت عليه وعرفته بخطئه جنب معاملتك وقال راجعني بكرة، والمصيبة الكبرى لو فكرت تشتكيه على رئيسه، عندها قول على معاملتك السلام، لأنك ستعرف متأخراً بأنه لو لم يكن «مالي يده» ما تجرأ وخاطبك بهذه الطريقة، ولهذا ينصحك الكثير من الناس حينها أن تهدئ أعصابك وتتعوذ من الشيطان وتأخذه على قد عقله!
المواقف المسيئة التي يتعرض لها المراجعون لا حصر لها، أحدهم قال لي إنه كان قبل أسابيع في إحدى الدوائر الحكومية، وكان هناك موظف متعافي الجسم ومتجهم الوجه يقف أمام مكتب المسؤول، كان ينهر الناس بطريقة مهينة للغاية «أنت، أيه.. خليك برى.. اطلع بسرعة»، وقد نبهه وتشادد معه الكثيرون، حتى اعترض على أسلوبه الفج هذا مراجع أسمر وكبير في السن قال له «ما هو من حقك تطردني من المكتب.. أنا ماني جاي بيت أبــوك تعاملني كذا» الأمر الذي زاد من حدة ونبرة صوت الموظف وكاد أن يحدث التشابك بالأيدي بينهما لولا لطف الله!!
مشكلة هذه الفئة المتعالية، بغض النظر عن الدرجة أو المنصب الذي يشغله كل منهم، أنهم يتعاملون مع وظائفهم وكأنها آلت إليهم بالوراثة، يأتي الواحد منهم للدوام متى ما «صحي» من النوم، ويبدأ في استقبال المعاملات وإدخال المراجعين متى ما أفطر وتقهوا و«عين خير»، وينهي المعاملات التي يريدها ويؤجل البت في المعاملات التي لا تعجبه أشكال أصحابها، وأنت أيها المراجع البسيط عاجبك الوضع أهلاً، ما هو عاجبك اضرب الباب وخلي عنادك ينفعك!؟
أي واحد يتعرض لمثل هذه المواقف المسيئة، ليس عاجزاً عن تقديم شكوى ضد الموظف الذي أساء استخدام سلطته، ولكنه يخشى إن لم يستطع إثبات التهمة بحقه (وهذا الأمر متوقع) أن ترتد المساءلة والعقوبة عليه، لهذا يفضل ضبط النفس وتحمل «غلاسة» وثقل دم الموظف من أجل العودة لزوجته وأولاده الذين ينتظرونه على الغداء، وهكذا ازدادت غطرسة الموظفين الذين يفترض أنهم جاؤوا لخدمتنا وتكدست المعاملات وتأصلت سياسة الباب المقفول!!
القرار الحازم الذي بث عبر الأخبار الرئيسية بإعفاء وزير الخدمة المدنية والتحقيق معه، سوف يفتح الباب على مصراعيه لاستقبال الشكاوى ضد من يستغلون مناصبهم، المهم هنا أن تكتفي الجهات المعنية وعلى رأسها هيئة الرقابة والتحقيق، باستقبال البلاغات ومن ثم التحري من جهتها بالتعاون مع الإدارات المختصة حول صحة الشكوى، وبناء عليه يتم تطبيق (نظام تأديب الموظفين) الذي يقضي بأنه متى أسفر التحقيق عن وجود شبهات قوية تمس كرامة الوظيفة أو النزاهة أو الشرف أو حسن السمعة جاز لرئيس الهيئة بعد أخذ رأي الوزير المختص اقتراح فصل الموظف.
ajib2013@yahoo.com